fbpx
الحدث

الذكرى الأولى لرحيل السعيد عبادو.. مجاهد رمز تصدى لمخطط فصل الصحراء

الجزائر- تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل المجاهد ضابط جيش التحرير الوطني، السعيد عباد، وزير المجاهدين ورئيس منظمة المجاهدين سابقا عن عمر يناهز ال84 سنة بعد صراع مع المرض.

ولد الراحل عبادو في 1935 ببرج بن عزوز ولاية بسكرة من عائلة محافظة، تعلم القران  الكريم وحفظه، كما صقل مواهبه الدراسية بحكم شخصيته الشغوفة بالتعلُم وعلاقاته برجالات العلم وشيوخ الزوايا، تشبع بالفكر السياسي للحركة الوطنية فتكونت لديه قناعات بمحاربة العدو الفرنسي ،كان من بين الرعيل الاول الذي إلتحق مبكرا بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 ليصبح مسؤول المسبلين الى غاية 1957 فأظهر قدرة على القيادة والتنظيم .

عُين الراحل كاتبا تحت قيادة الشهيد السعيد بن شايب مسؤول المنطقة الثالثة بالنيابة للولاية الأولى، ثم عمل مع الشهيد الرمز سي أحمد بن عبد الرزاق “سي الحواس”.

قبل معركة “مليكة” بغرداية

أواخر 1958 عاد من الأوراس الى المنطقة الثالثة الولاية السادسة حيث رُقي الى رتبة مساعد تحت مسؤولية سي محمد شعباني ” العقيد شعباني” فكان أقرب المقربين إليه وذراعه الأيمن ، وظل يحتفظ بذكريات هامة جمعتهما خلال الثورة المباركة، حيث كان يذكر خصاله في العديد من المناسبات.

في 1960 عُين ملازم أول سياسي عضو الناحية الأولى “بوسعادة” لما يتمتع به من خطاب سياسي راق ثم عُين مسؤولا عن الناحية الثالثة “غرداية “،وفي 1961 خاض معركة “مليكة” حيث تصدى وأقرانه للقوات الإستعمارية قبل أن يستشهد منهم طالب أحمد في حين أُلقى المستعمر القبض على السعيد عبادو وزج به في السجن بعد تعرضه لإصابة خطيرة على مستوى الساق بقت أثارها العميقة لحين وفاته.

شكل عبادو في تلك الفترة لجنة الدفاع عن الوحدة الوطنية ووحدة التراب الوطني، عندما كانت فرنسا تخطط لتقسيم وفصل الصحراء.

رفقة الشهيد طالب أحمد

التصدي لمخطط فصل الصحراء

ساهم الفقيد بشكل كبير رفقة أقرانه في التصدي لخطة المستعمر المتثملة في فصل الصحراء عن الجزائر، وقد ناضل بقوة وجاهد لتحقيق وحدة البلاد و إجهاض اخر ورقة للإستعمار، وهنا يقول الفقيد في أحد حواراته الإعلامية “كنت مسؤولا على جزء هام من الصحراء يمتد من بريان الى الحدود الليبية، الإستعمار شرع في إغراء شخصيات تتواجد في الصحراء على أساس إنشاء دولة لكننا تصدينا لهذا المخطط بكل قوة، وطلبنا من كل الشخصيات الموالية للإستعمار بان توقع أن الصحراء جزائرية جزء لا يتجزأ من الجزائر وتم إرسال التوقيعات الى جريدتي المجاهد و “لوموند” الفرنسية وأجهضنا بذلك مطامع العدو”.

عبادو بجنب العقيد شعباني ورفقاء السلاح

 

الراحل السعيد عبادو وبعد الاستقلال،مثل الجزائر أحسن تمثيل في عديد المحافل الدولية و تقلّد منصب محافظ لحزب جبهة التحرير الوطني في العديد من الولايات. ثم اُنتُخِب في المجلس الشعبي الوطني ، كما تولى منصب أمين عام منظمة المجاهدين بالنيابة، وتولى منصب وزير المجاهدين ، في أبريل سنة 1994 إلى سنة 1999 حيث أسس أنداك مركز الدراسات والبحوث في تاريخ الثورة بالأبيار، ثم أمين عام لمنظمة المجاهدين الى حين رحيله، ولطالما دعا طيلة فترة توليه المسؤوليات الى تجريم الإستعمار.

لا يمكن بناء دولة تتنكر لماضيها

كان فقيد الجزائر  في كل خطاباته يقول أنه لا يمكن لأي دولة أن تبني  مستقبلـِهـَا بالتـَّنـَكـّـُر لماضيها الثـَّوْري، فقد إعتبر كتابة التاريخ مسؤولية المؤرخين و الباحثين الجامعيين و ليس مسؤولية المجاهدين، وحدهم.

كان على إطلاع دائم بأخبار الثورة

قبل وفاته ترك السعيد عبادو رسالة لرفاق الدرب قال فيها : إن واجب المجاهدين الذين مازالوا على قيد الحياة لم ينته بعد ففي عنقهم أمانة من أجل الحفاظ على مستقبل البلاد الذي تحاول أطراف من الداخل و الخارج تشويهه أمام أبنائها و الأجيال الصاعدة، و أضاف بالقول أنه لا يمكن لأي دولة أن تبني مستقبلها بدون ماضٍ، و عليه لابد من الحفاظ على الذاكرة الجماعية  وتضحيات الشعب الجزائري.

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: