fbpx
مجلة رؤيا

ضريح سيدي عبد الرحمان الثعالبي بالعاصمة يستقطب الزوار

يعرف المركب الديني والجنائزي “سيدي عبد الرحمان الثعالبي” الواقع بحي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة إقبالا معتبرا للزوار بعد افتتاحه مؤخرا, حيث خضع لعملية ترميم أعادت له بريقه التاريخي والتراثي والروحي.

ويعتبر هذا المعلم, الذي تأسس في القرن ال17 والمصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو, من أشهر المعالم الروحية بالعاصمة ولطالما حظي بتقدير كبير لدى سكانها الذي اتخذوا من هذا الفقيه والعالم الجليل والولي الصالح أبا روحيا لمدينتهم عبر القرون.

ويشهد هذا الفضاء, الواقع بالقصبة العليا, توافدا للزوار من مختلف الأعمار حيث أبدى العديد منهم إعجابهم بالحلة الجديدة التي صار عليها خصوصا أن له رمزية كبيرة لدى سكان العاصمة, وقد طاف هؤلاء بمختلف معالم المكان وخصوصا الأضرحة.

وتحضى أضرحة الوالي دادا وسيدي منصور وسيدي فليح وسيدي واضح باحترام وتبجيل كبيرين من الزوار, غير أن ضريح الثعالبي (1384- 1479) أو “ولي الأولياء” كما يصفه سكان “المحروسة”, يبقى الأقدم والأجمل والأكثر جذبا لهم.

يغوص الفضاء الذي يحتضن هذا الضريح في روحانية كبيرة مشبعة بالجماليات, خصوصا أنه المكان الذي اعتاد فيه الناس استذكار عاداتهم وتقاليدهم من خلال إحياء العديد من المناسبات الدينية كالمولد النبوي وليلة السابع والعشرين من رمضان.

وكان التابوت الخشبي الذي يعلو قبر الثعالبي أكثر ما أثار انتباه الزوار بعناصره الهندسية الإسلامية وألوانه الكثيرة وكذا قطعة القماش الحريرية الخضراء التي تغطيه والمكتوب عليها آيات قرآنية, بالإضافة إلى محراب صغير مزين بزليج أصلي.

كما أبدى هؤلاء إعجابهم بالسقف بتعدد زخرفاته وألوانه, وأيضا الأعمدة الرخامية, والجدران ذات الزليج الأصلي, بالإضافة إلى الإفريزات الهندسية والنباتية والكتابية, والمشربية عند الباب, وكذا الدرابزين الدائري في السقف والذي تتدلى منه عدد من الثريات.

وتبقى ثريا كبيرة من البرونز والكريستال أهدتها ملكة بريطانيا فيكتوريا للمكان بمناسبة زيارته من طرف ابنها وزوجته الأكثر إثارة للدهشة, بالإضافة إلى معطرات تقليدية كانت تستعمل في القصبة “أيام زمان” ولم تعد موجودة اليوم.

وكانت “الخلوات” المتواجدة بمحيط الضريح محل جذب أيضا, وهي أماكن للتعبد تتميز بأبوابها الخشبية الأصلية ذات الزخارف والألوان المتعددة, وبجانبها مقصورة إمام تعلوها مباشرة منارة مغاربية الطراز ذات ثلاثة طوابق تطل بشموخ على البحر.

زوار هذا المكان جالوا أيضا بأقسام أخرى لهذا المركب بمختلف مرافقها الروحية والاجتماعية على غرار قاعة الصلاة ومقبرة الطلبة, كما تعرفوا ومن خلال منشورات وغيرها على العادات التي اعتاد الناس اتباعها بالمكان.

ولا يغيب الجانب التاريخي عن هذا المعلم, الذي شيدت مرافقه ورممت على مراحل مختلفة من طرف دايات الجزائر, فهو مرقد للعديد من حكام الجزائر إبان العهد العثماني على غرار الداي مصطفى باشا وقائد المقاومة الشعبية بالشرق الجزائري أحمد باي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: