الكباش المستوردة…بين البيع الحر والتحديات الوراثية

تشهد الأسواق الجزائرية بداية هذا الأسبوع تدفق الكباش المستوردة الرومانية والاسبانية، وذلك في إطار القرار السيادي لرئيس الجمهورية باستيراد مليون رأس غنم تحسبا لعيد الأضحى المبارك. القرار الذي جاء للمحافظة على القطيع الوطني و القدرة الشرائية للمواطن، لكن كيف نربح عيد ونحافظ على سلالتنا؟
نقلا عن الدكتورة هدى سميرة جعفري، مفتشة بيطرية وخبيرة مستشارة في القطاع الزراعي:
“ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب” (الحج 32):
هذا التدخل العاجل، رغم أسبابه الظرفية لا يجب أن يقرأ بمعزل عن تداعياته طويلة المدى.
إن حماية القطيع وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن أمران محمودان، لكن الأهم أن يتم ذلك دون التفريط في مكاسب السيادة الغذائية، ولا في الثروة الحيوانية الجزائرية، التي تشكل ركيزة أساسية في النسيج الزراعي الوطني.
من أبرز التحديات التي تطرحها هذه العملية هي مسألة التهجين غير المراقب، فالكباش المستوردة التي يتم بيعها خاصة عن طريق البيع الحر ومدة بقائها عند المشتري تقريبا شهرا، في غياب عزل صارم أو متابعة وراثية دقيقة ما يفتح الباب أمام تزاوج غير مخطط مع نعاج السلالة الجزائرية المشهورة بجودتها وملاءمتها للمناخ المحلي.
إن إدخال سلالات أجنبية، لم تخضع بعد لدراسات معمقة حول تفاعلها مع البيئة الجزائرية، قد يؤدي إلى إضعاف الخصائص الوراثية للقطعان المحلية، على مستوى المناعة، الخصوبة، نوعية اللحم وحتى سلوك الحيوان.
وبالتالي، فان على الجهات المعنية اطلاق حملة توعية للمهنيي لتافدي عمليات التهجين والرفع من عمليات المراقبة والتفتيش حتى لا نفقد الهوية الوراثية” للكبش الجزائري ، والذي قد يكون الثمن الخفي لهذا الانفتاح غير المحسوب.